ماذا كان يحتم على الاسلاميين فعله بعد إلقاء خطاب الإنقلاب على مسامع المصريين في 3 يوليو الماضي ؟؟
هناك ما يسمى بفقة المرحلة التي تحتم على كل إنسان مسلم التفكير بحكمة في كل مرحلة من مراحل حياته و معرفة كل الظروف المحيطة و النتائج المترتبة على المدى القريب و البعيد و لنا في رسولنا اسوه حسنة _صل الله عليه و سلم_ و تعالوا بنا نرى كيف كان رد فعل الرسول في أول الدعوة في مكة عندما كان “عمار بن ياسر” و أبوه “ياسر بن عامر” و أمه “سمية بنت الخياط” يعذبان على يد أبو جهل لعنه الله لتخويف وردع المسلمين عن الإسلام .. و نرى رسول الله صل الله عليه وسلم في هذا الموقف لم يعلن الجهاد على ابا جهل ولم يجمع اصحابه ليقوم بثورة في مكة و لكن قال “صبرا ال ياسر فإن موعدكم الجنة” فبشرهم رسول الله بما هو أعظم .. و نجد رسول الله في مواقف أخرى يقوم بعكس هذا الموقف تماما في غزوة بني قينقاع سنة 624 ميلاديا جنوب المدينة المنورة عندما حاول بعض الشباب اليهود رفع حجاب امرأه مسلمة و زوجة أحد الأنصار عندما كانت تشتري من السوق و الحديث إليها فإمتنعت المرأه و نهرته فقام أحدهم بربط طرف ثوبها وعقده إلى ظهرها فلما وقفت ارتفع ثوبها وانكشف جسدها فأخذوا يضحكون و عندما تقدم أحد المسلمين لحمايتها و نهرهم قامت مشاجرة بينه و بين اليهود أدت الى قتل الرجل المسلم فحدثت غزوة بني قينقاع و إنتهت بجلاء يهود بني قينقاع عن المدينة .. المستفاد من هذين الموقفين أن لكل منهما ظروفه و علته و لكل منهما تحركة و وجهته .. فالموقف الاول كان الرسول لا يستطيع أن يضحي بالجماعة مقابل ثلاثة أو أربع من الأفراد و لو كان فعل ذلك و معه من الرجال ستون أو سبعين رجلا لحاربهم أهل قريش و قاتلهم حتى قتلوهم و لكان الإسلام شييء و إنتهى .. بينما في الموقف الثاني قد أعز الله الإسلام برجال من المسلمين فالتضحية هنا واجبه و لكن من يفقه و من يفهم إلا بيد الله .. فندعوه أن يفهمنا
من منطق و منطلق “فقه المرحلة” .. كان لابد للإسلاميين و خاصة الإخوان المسلميين الإنسحاب الكامل من الساحة السياسية بعد خطاب السيسي لفتره ما و تحمل كل ما يقع عليهم من عقوبات جزاء ما فعلوه من تقصير أمام أنفسهم و أمام الله .. فالوجود على الأرض في هذه الفترة ضرره أكبر من نفعة بكثير .. و إستمرار الوجود يعني تشوية أكثر للفكرة و تشوية أكثر للدين و بل النتائج ربما تكون أكثر ضررا
و لكن الكبر أعمى قادتهم عن تلك الأعداد التي نزلت تهتف ضد محمد مرسي _لا أقول أن نتنازل عن صناديق الإنتخابات_ ولكن على أقل القليل لا أتغاضى عن الكم الهائل من الكرة الشعبي الكبير تجاه هذا الفكر _في الوقت الحالي_ و الذي ساعد فيه بشكل كبير الاعلام و الفلول و الاخوان المسلمين أنفسهم
أيها الاخوان التشبث بالرأي و التشبث بما هو _في وجهه نظركم حق_ ليس دائما هو السبيل الوحيد للوصول للحق .. ولنا أيضا في رسولنا أسوه حسنه في غزوتي أحد و الأحزاب .. ففي غزوة أحد عندما نزل الرماه لجمع الأغنام و دارت المعركة على المسلمين بعد أن كانوا ظاهريين على عدوهم لم يستمر الرسول في أرض المعركة و لكنه قرر أن ينسحب بجيش المسلمين حيث أنهم أخطؤوا وكان نتيجة هذا الخطأ إنهزام جيش المسلمين فإنسحبوا لإصلاح ما وقع منهم من خطأ و تدارك هذه الأخطاء في المستقبل و تحمل لنتائج تلك الأخطاء .. أما في غزوة الخندق (الأحزاب) عندما تكالب على المسلمين في المدينة أحزاب من كل جزيرة العرب أتون للقضاء على دين الله فثبتوا و نتيجة ثباتهم و صبرهم على تلك المحنة أكرمهم الله بالنصر و أرسل لهم جنودا ليسوا من البشر .. فلا تكابروا لأنكم لم تحموا هذا الدين من البداية و لا تكابروا و تحملوا أخطاء ما إقترفتوه
ملحوظة : كل هذه الامثلة هي أمثلة نتعلم فيها من نبينا الكريم في مواقفه المتعدده و لا أقصد أطلاقا تشبيه الفصيل الأخر بكفار قريش فهم موحدون مؤمنين بالله و عسى أن يكونوا عند الله من المقربين .. أسأل من الله ذلك و نسأله أيضا الهداية للمسلمين جميعا
و أخيرا و ليس أخرا .. أنتم تنتقدون الفلول و لكن لم تتعلموا منهم في يوم شييء فبعد ما قرأ عمر سليمان خطاب تنحى المخلوع إنسحب كل الفلول و قيادات الفلول من الساحة السياسية بشكل كامل و واجهوا كل ما وجه إليهم من تهم و شرعوا في تنظيم أنفسهم مرة أخرى _سواء بشكل صحيح أم خاطئ ليس هذا ما أتطرق إليه_ و لكنهم بعد ثلاثة سنوات فقط رجعوا و رجعوا بقوه لأنهم بفضل حنكتهم و قدرتهم على المناورة.. (يا رب البعيد يفهم حاجة).
كل يوم تستمروا في وجودكم في الشوارع تخسرون تعاطفا أكثر أنتم في الحاجة إليه في هذه الأيام .. كل يوم تستمروا في الميادين تطيلون الفترة التي سوف تعودون فيها للساحة مرة أخرى .. كل يوم تستمرون فيه في شحن و إستقطاب و إستعطاف الناس تسمحون للإعلام بتصيد الأخطاء لكم … و لما تصيد ؟؟ و أنتم ممتلؤون بها و لكنكم تنكرون .. إستقيموا يرحمكم الله و عودوا إلى رشدكم و واجهوا واقعكم وتحملوا لله و لو لمره
و في النهاية أسأل الله أن أكون مخطئا و أن يحفظ مصر و يحفظ كل البلاد و العباد ..